بدأت رُشْد من موقع متقدّم، يسبقها تاريخٌ من البحوث والتجارب في علوم المنطق واللغة والنفس والاجتماع، وترفدها جَعْبةٌ من الدراسات والمقاربات في فنون التواصل والسلوك واتّخاذ القرار، لتخلق منها قاعدة مكينةً، يمكن الانطلاق منها لبناء أعمق الملكات القانونيّة، وأكمل القدرات القضائيّة، وأجود الجدارات العدليّة، وفق أفضل المعايير التي تنتهجها الممارسات الفضلى، والنظم الرائدة، والمؤشّرات العالميّة الموثوقة.

تدور رحلة رشد وحلمها الكبير، حول تنشئة كوادر عدليّة حقيقيّة، تمتاز بالتفكير المنطقي القويم، والأُهبة النفسيّة السويّة، والرشادة الاجتماعيّة الصائبة، والاستقامة اللغويّة المنضبطة، وذلك انطلاقًا من إيمان رشد بأنّ الشخصيّة القانونيّة النموذجيّة، لا يمكنها أن تنجح في أداء دورها، بالغًا ما بلغت معارفها القانونيّة، وبالغًا ما بلغت مهاراتها القضائيّة، ما لم تتهيّأ لها هذه الممكّنات والاستعدادات اللغويّة والنفسيّة والاجتماعيّة والمنطقيّة.

ولأن ما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجب، فإنّ رُشْد توقن أن دورها الأساسي هو أن تُعْنَى بهذا الواجب الأوّليّ، وأن تُكرَّسَ لهذه اللبنة الأُولى، وأن تختصّ بتلك القاعدة الأَوْلى من غيرها بالرعاية والأسبق لما سواها بضرورة التعهّد والدعم والتعزيز، لتسدّ بهذا الدعم نقصًا كبيرًا في خريطة بناء الكفايات العدليّة في المنطقة العربيّة، ولتفي بهذا الدور مسؤوليّتها التي تعي أن القدر قد نذرها لها، وألقاها على عاتقها.

تنهض رُشْد بهذا الدور، متّكئة على طيف من الخبراء والمختصّين، في شتّى المجالات التي تتفرّع عنها الملكات والقدرات التي تنشد بناءها، فتزخر قائمة فريقها بنخبةٍ لامعةٍ من الباحثين والأكاديميّين والممارسين القانونيّين، ممّن جمعتهم رسالة رُشْد، ووحّدتهم رؤيتها، فحشدت طاقاتهم، وألّفت بين جهودهم، وانطلقت منها تبني خطّتها الواعدة في تغيير وجه الممارسة القانونيّة في منطقتنا، ونقلها إلى غدٍ أفضل، أكثر إشراقًا